إرفع رأسك فأنت مغربي

Accueil



 تأملات من وحي الفوز..."إرفع رأسك، فأنت مغربي"..!!

لا شك أن الأيام القادمة ستكون ملهمة لكل أبناء و مستويات الشعب المغربي.. و لعل هذا الإلهام انطلق منذ بداية منافسات كأس العالم بقطر. و أتوقع أن الأثر الاجتماعي الايجابي الذي ظلت تصنعه و تراكمه كتيبة المدرب الوطني وليد الركراكي  سيستمر ليس لشهور فقط، بل لأعوام قادمة بحو ل الله.

لقد فتحت انجازات فريقنا الوطني أفاقا واسعة للتدبر، و المراجعة، و المبادرة، و إعادة فهم الذات و الآخر.. إنها أيامٌ مليئة بالعبر و الدروس و لحظات النمو و التقدم...

دعنا نبدأ من مستوى غفلتنا و سذاجتنا و استباحة أوطاننا لَمّا كان ما يربو عن 30 مليون مغربي يُمَنّي النفس بالفوز في  ملتقيات كروية دولية و هو يستأمن مدربا أجنبيا على أبنائه،.. أكثر من هذا ظل أهل الحل و العقد يغدقون على من نصبوهم قادة فوق أحلامهم الرياضية من المال العام و في أجواء يغيب فيها التواصل و تفتقد للوضوح و الشفافية ...

نستفيد من هذه اللحظات المليئة بمشاعر الإنجاز و النشوة أن المغاربة شقين، لا ثالث لهما، فإما صانعا للمجد و النصر و و سببا للرحمة بجميع مظاهرها، (سواء كانت إسعادا أو تقديرا أو تعاطفا، أو اعتذارا، أو عفواً..)؛ و إما صانعا للهزيمة و السحق و المحق، و التشرد، و القتل، و صناعة الألم (سواء عبر الاعتداء، أو التزوير، أو الإختلاس، أو التهرب، أو الغش في العقود و الامتحانات، أو الإخلال بالواجب، أو استغلال سلطة المال أو سلطة المنصب،..). أما و إن جادلتموني في هذا و قلتم بتواجد الشق الثالث، فإن ذلك الشق لن يشكل أضلاعه الأربعة سوى المتهاونون، و المستسلمون، و المتفرجون، و  الساكتون، و ضعيفو الأنفس...، و هم في علم الرياضيات عنصرا ماصا كالعدد صفر...

لقد طَبَعَ ماضينا –كمجتمع مغربي– قسوةُ بعضنا على بعض، لحد العداوة، و الكيد و الاعتداء...، بدافع أمراض نفسية تتحكم في عقلية المعتدي، أو بدافع الحسد الذي يشكل نحو 90% من سلوكياتنا الشريرة. 

في مقاربة خاطئة و لا شك، يُقَسِّمُ بعض المحللين الاجتماعيين المجتمع المغربي إلى شقين  أو ثنائيتين(dichotomy): شق الشعب، و شق المخزن، و غالبا ما ينعت المخزن على أنه يقف مع الشعب على طرفي نقيض، و أنه يعرقل تطلعات المواطنين في الحرية و الكرامة و التميز.  و الحقيقة هي أننا نحن، كشعب و كمواطنين، من نحفر الحفر لعشاق النجاح، و نعترض سحب الخير في سماء بعضنا البعض.

أظن أنه في نفس كل واحد منا شظايا حلم منكسر، لم يحطمه ما يسمى "بالمخزن"، بل كسره أصدقائنا في الحرفة أو مواطنون نشترك معهم الأزقة و الطرق...

google-playkhamsatmostaqltradent